الجمعة، 8 مارس 2013

محمود فرشچيان

الفنان محمود فرشچيان, الحائز على جائزة النخلة الذهبية في الفن

















قبل عدة أيام كان حدث إزاحة الستار عن ضريح الإمام الحسين الجديد محطّ أنظار الجميع. فالتفت الأعناق إلى شاشات التلفاز لمتابعة هذا الحدث, والكثير منّا غير مدركٍ لحقيقة أنّه لولا توفيق الله, والعمل المستمر لأيادٍ مبدعة ومتمكّنة لما كان هذا العمل ممكنًا. أود اليوم أن أتحدث عن أحد هذه الشخصيات, وهو الفنان محمود فرشچيان الذي يعد رائد فن المنمنمات الإيراني, وعن أهم إنجازاته في عالم الفن.

نشأ محمود فرشچيان في أسرة متدينة ومحبّة للفن, فقد حرص والده, والذي كان يعمل في بيع السجاد, على أخذ ابنه محمود لدروس في الفن والرسم منذ صغر سنّه. كان محمود فرشچيان يبهر أساتذته بحرصه على إنجاز التكاليف التي يكلفونه بها, فيُنقل لنا بأنه سهِر مرةً حتّى الصباح وهو يرسم أكثر من مائتي رسمة لغزالة, ولما سلّمها لأستاذه لم يكد يصدّق بأنها من رسم هذا الصبي الصغير. بهذا نلاحظ صدق مقولة بابلو بيكاسو في الاستاذ محمود فرشچيان والتي تقول: "الإلهام موجود لكن يجب أن يراك تعمل", فمع أن محمود فرشچيان كان يمتلك موهبة فنيّة فطريّة, كان يحرص على مواصلة العمل الدؤوب وعدم إضاعة أي لحظة.

حلّق الأستاذ فرشچيان في سماء الفن, فأقام أكثر من ستين معرضًا شخصيًّا, واشترك في أكثر من تسعين معرضًا عامًا في أوروبا, إيران, الدول الآسوية, وأمريكا. كما حاز على الكثير من الجوائز العالميّة في الفن من كثير من الدول, وقد قامت منظمة اليونسكو بإعداد ألبوم يضم العديد من أعماله. يتميّز أسلوبه بالدقة اللامتناهية التي تسحر العقل وتترك الإنسان كليل اللسان عاجزًا عن الحديث. وتتميز أيضًا بالتوافق بين الألوان والخطوط مع موضوع وقصة اللوحة, فنلاحظ مثلًا أن لوحته المسماة بـ(يا رب) تتميز بقلّة الألوان الصارخة وتركيزها على درجات اللون الرمادي مع لمحات من الأبيض والأسود لإضفاء جو من الروحانية والخشوع. أما اللوحة (اليوم الخامس من الخلق), فهي مليئة بالألوان الحارة والخطوط الدائرية التي تضفي على اللوحة جوًّا من الصخب والحياة.
بالنسبة لأعمال الفنان محمود فرشچيان خارج عالم الرسم, فقد اشتهر بتصميمه لضريح الإمام الرضا في مشهد, وأيضًا عمله على تصميم الضريح الجديد للإمام الحسين في كربلاء.

يبلغ عمر الأستاذ فرشچيان حاليًا ثلاثًا وثمانين سنة, ولكنه لا يزال مستمرًا في عمله الدؤوب. هو مثال يحتذى به في عشقه وفنائه لعمله, فكم من شخصٍ في عالمنا آثر الراحة والخمول على العمل والإبداع وهو لم يبلغ حتى نصف عمر محمود فرشچيان, ولم ينجز ثُمنَ ما أنجزه هذا المبدع الفذ. الأستاذ محمود فرشچيان هو حقًا قدوة لكل من أراد السير في طريق الإبداع أيًّا كان مجاله, ويستحق منّا دراسةً متعمّقة لنفهم سبب إصراره وعزمه على الاستمرار في العمل ومواصلة الإبداع.


أجبنا ما سر إصرار يديك على مواصلة العمل حتى بعدما وهن العظم منك؟

























تقرير عن الفنان محمود فرشجيان على قناة العالم-الجزء الأول
تقرير عن الفنان محمود فرشجيان على قناة العالم-الجزء الثاني













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق