الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

في الفن وأهلِـــه..


عشقت الفن لا للفن لكن للذي أسمى
وسددت قصيد الشعر في قلب الخنا سهما
عشقت الفن معراجا إلى غاياتنا الشما
أردد فوق قيثاري نشيداً يشعل الهمة
يذكرنا بماضينا ويجلو عنه ما غما
ويوقظ هاجع الآلام كي لا نقرب النوم
أريد الفن أن يلهب روح الغضبة الكبرى
يشكل جيلنا الحيران يذكي فكره الحُرَّا
يفيض على الربى عدلاً ويملئ روضها بِـرَّ
_للشاعر نجيب الكيلاني_

يغارون عليه كما يغار المحبّون على بعضهم البعض, ولا يسمحون لأحد بالتجرّؤ عليه بسوء.
يستنكرون من يحاول إقحام نفسه فيه, وهو ليس منه ولا يعرف معناه.

يملأهم التناقض أحيانًا, فيفرحون بمشاركته مع الغير, لكنهم يغضبون حين يقترب منه أحد جاهلٍ به.

هو لم يولد فيهم فجأة, ويُحتملُ أنه لم يوجد فيهم منذ الصغر, لكنّه عاش فيهم فترة تكفي ليعشعش في أرواحهم, ويكسو قلوبهم بثوبه.

قد يتجاهلونه فترة, ولكن لا يستطيعون تحمّل فراقه فيعودون إليه بلهفة أشد.
يسارعون للتعرف على كل جوانبه, ولا تكفيهم منه زاوية واحدة.

قد يظن البعض جهلًا, أن أهل الفن عشقوه تكبرًا وتعاليًا على ما سواه.
ولكنه يحتوي كل شيء, فيعلمهم بذلك التواضع واحتواء الغير.
نعم هو يحتوي كل شيء.
غير محدود ولا متناهٍ.
غير محصور بريشة, أو قلم, أو لون أو كلمة.
إنّما يلتف ويحيط بكل ما في الكون.

هو في خضرة الأرض, وصفرة الرمال, وزرقة البحار.
هو في دموع ومشاعر من كانت قلوبهم حيّة, أما من ماتت وتحجّرت قلوبهم فلن يدركوه وإن ظنوا أنهم وصلوا إليه.
هو في تسبيحٍ وصلاةٍ ودعاءٍ خاشع, يخترق ظلمة الليل ووَضَح النهار بنوره البهي.


قد قالها بيكاسو يومًأ : الفن هو كذبة تجعلنا ندرك الحقيقة.
لكنه لو كان كذبة لما جعلنا ندرك الحقيقة. بل لأنه هو الحقيقة, وما سواه مجرّد متقمّصٍ للحقيقة.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق