الخميس، 14 فبراير 2013

Review: ألزهايمر


ألزهايمر
ألزهايمر by غازي القصيبي

My rating: 2 of 5 stars



نقد رواية (ألزهايمر) لغازي القصيبي

قرأت للكاتب غازي القصيبي قبل هذه القصة ثلاث روايات وهي : الجنية, أبو شلاخ البرمائي, والعودة سائحًا إلى كاليفورنيا, ولما أردت قراءة شيء جديد له وقع اختياري على هذه القصة لان اسمها أثار اهتمامي. القصة عبارة عن رسائل من البطل (يعقوب العريان) إلى زوجته عندما كان في مصحّة لمرضى الألزهايمر.
الحوار فيها كان سهلًا غير متكلف وأسلوبها سلس متناسق يشدك لإنهاء الرواية.كلماتها منتقاة, لا تتسم بالصعوبة والكلافة اللغوية والخشونة, بل هي عذبة رقيقة كما تعودنا من القصيبي. كما وقام بإدخال القليل من اللهجة العامية في بعض المواطن المناسبة بغرض الفكاهة (قديمة! إلعب غيرها,ص30),(وايش فيها ذي؟ كل الناس يضحكون علينا, ص46),(..سبع صنايع والبخت ضايع,ص85)

يستعرض الكاتب في الكثير من المواضع أوصاف جسدية وغراميات لم يكن لها داعٍ في القصة كما في الفصلين السابع والثامن (..القبلة الأولى, الموعد العاطفي الأول, المرة الأولى التي نفقد فيها براءتنا الجسدية) وغيرها من الأمثلة, وأنا أعتقد أن المحادثة بين البطل والممثل (جيفري بورز) بأكملها لا سياق ولا فائدة منها في القصة وتليق بفلم فاضح لا بكتاب لأديبٍ قدير كغازي القصيبي., ولو لم تكن موجودة لما نقص من القصة شيء, ولَأُعفينا من قراءة فصل كامل عن غراميات لاعذرية ومقززة نوعًا ما. بالنسبة لوجهة نظره حول المراهقة فهي مثيرة للاهتمام, بيدَ أنّه مرة أخرى كانت الأوصاف الحسية مقرفة بعض الشيء (..سخونة السائل الأبيض اللزج..).
الفصلين العاشر والحادي عشر بهما نقاشات فلسفية بعض الشيء تحرك العقل. في الفصل العاشر يناقش حياة الأشخاص المحيطين بمرضى الألزهايمر والصعوبات التي تواجههم بحديثه عن رواية لكاتبة أمريكية تحكي فيها عن تجربتها عندما أصابت أمها بهذا المرض, وعن المواقف المؤلمة التي تعرضت لها.
أما في الفصل الحادي عشر فإنه يقوم بطرح أسئلة مهمة ومثيرة للتفكير, مثل تساؤله ما إذا كان باستطاعة أشياء مثل الحب والإيمان التغلب على النسيان ومرض الألزهايمر. يتركك الكاتب تفكر بهذه الأسئلة حتى بعد الانتهاء من قراءة الفصل, حيث لا يقوم بإعطائك إجابة محددة, بل يعطيك مجالاً لتُكوّن رأيك وليظل هذا التساؤل في ذهنك. فهو بهذه الطريقة يجعلك تفكر أكثر بالقصة وتنشدُّ لها أكثر فأكثر وتتشوق لإكمالها وهي مهارة لا يتقنها الكثير من الكُتاب.
في النهاية يناقش أيضًا قضية مهمة وهي إحساسنا اللاإرادي بالشفقة تجاه كل إنسان ذي إعاقة, سواء كانت جسدية كالصمم أو عقلية كالتخلف وصعوبات التعلم والألزهايمر, وإن حاولنا إنكار هذا الإحساس أو إخفاءه تحت أعمال خيرية أو إنسانية, وكل هذا من طبيعتنا كبشر.

كما وأنهى الكاتب الأحداث بطريقة غير تقليدية مما زاد من جودة الحبكة القصصية. وقد كتب غازي القصيبي هذه القصة بأسلوبه الساحر الذي يجعلني في كل مرة أقرأ رواية له, أحس بأن البطل يمثل شخصية القصيبي, وأن الأحداث تمثل جزء من حياته, وهو بهذا الفنّية الفريدة من نوعها يُقرب نصه الأدبي وشخصه من نفس القارئ فيظل عالقًا بذهن القارئ حتى بعد إنهاء الرواية أو القصة.

بشكل عام, هو كتاب ذو فكرة جديدة على أدبنا العربي, مناسب لتثقيف المجتمع عن هذا المرض بطريقة أدبية سهلة, وأضيف أنه يشوبها القليل من الحديث السياسي كرواية القصيبي السابقة (أبو شلاخ البرمائي). ولو أن القصيبي لم يُقحم فيه كل هذه التفاهات الغرامية والجسدية لكانت أسمى وأرقى معنىً.




View all my reviews

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق