الاثنين، 29 يوليو 2013

من محمد الدرة إليكم•••

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

من محمد الدرة إليكم يا عرب..

ثلاثة عشر عامًا مضى على فراقي لكم, وها أنا أعود لأتفقد حالكم, فيمتلئُ قلبي بالقروح والآلام.

العرب نسوني, وأطفالهم لا يعلمون من أنا,
 وإسرائيل... إسرائيل تضحكني كل يوم بترّهاتها التي لا تنضب.

منهم من يقول أنني لم أقتل برصاص إسرائيلي, بل برصاص أبناء بلدي. ومنهم من يرفع حاجبيه ويصرخ منكرًا: من قال إننا قتلناه؟ هو لم يمت أصلًا! انظروا, ها هو محمد جمال الدرة في أسواق غزة يمشي ويشتري الخضار والفواكه.

فلا أدري أيّ مصاب أشد على قلبي, أناس تنكر استشهادي, أو أناس لا يذكرونني.

أيّها العرب!

أَنسيتم لم قتلتُ في الأساس؟
ألا تعرفون على أي أرضٍ سقطت؟
ألا تعرفون أيّ كلابٍ قتلتني؟

ثلاثة عشر عامًا مضى مذ سقطْت شهيدًا في حضن أبي, لكن زمنًا أطول مضى مذ سقطَت فلسطين في أحضان غيركم يا عرب.

إنني اليوم آتيكم..
لا لأطلب منكم تحرير وطني.
ولا إعانة شعبي.
ولا أطلب منكم الدفاع عن القضية.

لا أطلب منكم سوى أن تذكروني.
فلربّما, إن بقيتم تذكرونني, وتذكرون لأجل من استشهدت, وعلى أي أرض, لربّما ستتحرر هذه الأرض.

فالتّذكر على أي حال, أفضل من النسيان, وإن ظللتم قاعدين.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق