السبت، 8 يونيو 2013

لا تحكموا عليهم..لئلا يحكموا علينا.



_الغرب منحرفون! ألا ترى ما يعرضونه في مسلسلاتهم وأ فلامهم. لا بد أن المجتمع كله هكذا.

الكثير منا يردد هذه العبارة أو ما يشابهها, في وصف المجتمعات الغربية أو غيرها. نتسرع بالحكم على نسائهم ورجالهم وأطفالهم, فقط لأن البطلة في أحد الأفلام أقامت علاقة غير شرعية, أو لأن أحد الأطفال في مسلسل ما ارتكب جريمة قتل. لست هنا لألقي على مسامع أحدهم محاضرة, ولا لأنصح الناس, لكنني أسألكم: هل يحق لنا أن نحكم على المجتمع الكويتي من مسلسل "بو كريم برقبته سبع حريم"؟ وهل يستطيع أحدهم أن يعرف ما يدور في المجتمع السعودي من مشهادة مسلسل "الخادمة"؟ وهل نحكم على المجتمع المصري من أفلام عادل إمام أو روايات نجيب محفوظ؟

قد اتفقت مجتمعاتنا منذ القدم بأن ما يعرض على شاشتنا لا يمثلنا أبدًا, بل هي مجرد أفكار كاتب أو كاتبة يملك خيالًا واسعًا ويريد أن يكسب بعض المال ويجذب الناس لمشاهدة مسلسله أو فلمه. كي يجذب أي كاتب الانتباه, سواء لنصه المسرحي أو لروايته, لا بد له أن يأتي بشيء خارج عن المألوف, وفي ظنهم أن ذلك لا يتحقق إلا إن عرضوا مشكلة خيالية, وغالبًا ما تكون لاأخلاقية, وادعوا بأنها تمثل مجتمعًا ما أو قضية إنسانية. 
فلنواجه الواقع, مسلسل يعرض قصة فتاة اعتُدي عليها, أو قصة شاب سرق أموال أبيه ثم أصبح مدمنًا للمخدرات, سيحصل على جمهور أكبر من مسلسل يعرض قضية اجتماعية حقيقية, مثل البطالة والفقر.

لنتخيل لو أن شخصًا أجنبيًا أتى وشاهد أحد مسلسلاتنا "الفنية", وصدّق ما يقوله المخرجون والمنتجون بأن القصة تمثل مشاكل المجتمع وتمثل قضية إنسانية نواجهها في الوطن العربي أو الخليج. إذًا فإنه غير مستبعد أن يردد: "أهذا ما وصل إليه انحراف مجتمعاتهم؟"

مثلما لا نريد أن يحكم علينا أحد من خلال مسلسل "زوارة خميس", فلا يحق لنا أن نحكم على المجتمع الأمريكي من مسلسل "desperate housewives" , أو أن نحكم على المجتمع التركي من مسلسل "العشق الممنوع".
قد تكون بعض المشاكل المعروضة موجودة لديهم بالفعل, وقد يوجد ما هو أسوأ منها, لكن ليس الكل هكذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق